أوجدنا هذا المتحف عربون وفاء وتقدير للدكتور عصام حداد الذي أهدى الأدب المهجري جائزة أدبية تحمل اسم: شربل بعيني

رسالة الى ابن الأبجدية الدكتور الخالد عصام حداد/ بادرو الحجة


عصام حداد أيها الغائب الحاضر يا ابن بلدي الحبيب المتجذر في العقول والقلوب كأرز الرب وسنديانة عين كفاع.

يا من عرفتك عن قرب وكنت بالنسبة لي ولتلاميذك الكثر المثال الأعلى في الصدق والمحبة والسلام وتعلمت منك الكثير واتذكرك دوماً في غربتي، تعلمت منك محاربة الغيرة والحسد بالعمل المضاعف وبعدم الرد وان نواجه الشر بالخير ونصغي دائماً الى صوت الرب.

 يا د. عصام...
افتخر دوماً بصداقتك الفكرية والأدبية واللبنانية، من هذه البلاد التي زرتها ذات يوم... وبالتحديد من سدني  أوجه لك اليوم عبر موقع الغربة تحية احترام وتقدير وصلاة لروحك الطاهرة والف تحية لتراب عين كفاع الذي يحتضنك اليوم.

عصام حداد...
الصرح التربوي الكبير التي أسسته منذ نصف قرن تقريبا في مدينة الحرف والأبجدية جبيل ما زال على الوعد يتخرج منه سنويا نخبة من طلاب لبنان لينتشروا من شاطئ جبيل الى العالم لينشروا الثقافة ويبشروا بالسلام.

ومن اوستراليا يتخرج ويتكرم سنويا من معهد الأبجدية مبدعين وأدباء لبنانيين وعرب بجائزة اسستها منذ ربع قرن تقريباً وتحمل اسم صديقك الوفي شربل بعيني.

مبروك لنا بك يا عصام حداد اديباً وشاعراً ومربيّاً لبنانياً وجبيلياً. ومبروك لك بوفاء صديقك الدائم شربل بعيني ابن مجدليا الحبيبة، وتحية تقدير ووفاء لمعهد الأبجدية في جبيل ولجميع القيّمين عليه اليوم من اشقائك وغيرهم.

وأخيرا يبقى الشكر للصديق والأديب اللبناني شربل بعيني الذي آخذك المثال الأعلى في مسيرتة الأدبية والتعليمية الطويلة والمثمرة، وألف مبروك لمستحقي هذه الجائزة السنوية والادبية واللبنانية التي أستسها يا ابن الأبجدية .

مع محبتي بادرو الحجة - ابن مشمش - جبيل جار القديس شربل.

صورة نادرة للدكتور عصام حداد مع الرسام بادرو الحجة

زوّدنا الفنان الاعلامي بادرو الحجة بهذه الصورة التاريخية التي تجمعه بالدكتور المرحوم عصام حداد، فأحببنا أن نضمها الى متحفه وإن كنا نجهل اسم الصحيفة أو المجلة التي نشرت الصورة، أو تاريخ التقاطها. والصورة تجمع ايضاً عدة أسماء لامعة في عالم الأدب.
ألف شكر يا أستاذ بادرو. ورحم الله صديقنا المشترك الدكتور عصام حداد.

سنديانة مار روحانا/ الدكتور عصام حداد

موجعٌ، مفجع، رحيلك يا رفيقة الدهور
لقد هُدَّت معك خمسمئة عام من الأصالة والضيعة القديمة، ولم يبقَ غيرُ الذكريات
كرجنا نطوفُ بالدنيا حواليكِ، تَميسينَ بأغصانك الدائمة الإخضرار.
تعلّمنا (الألف باء ) على المقاعد الحجرية تحت أفيائك وودّعنا آخر النبضات من الآباء والأمّهات.
وكبرتِ وكبرنا، وانت تملأين بجبروتك الساحات، والى الآفاق تمدّين اليدين.
في جوف جذعك المتسامي الضخم، كنا نتخبَّأ من الأيّام، فتحتوين عمرنا بحنان، وتعاطين عمرَنا أطيبَ السكرات.
وها قد قذفتنا الحياة في هوّة العدم، وبقيت راسخةً بعنادك، تتوكأ عليك الأجيال وتُفيّئين مقابر المباركين الأنقياء.
زرعنا عندك مرحَ الطفولة ونزق الشباب وصبوة الكهولة ، وبقيت مُنتشية بشبابك الدائم عبر السحاب.
لكم غنّيت مع المغنّين ، وبكيت مع الحزانى، وصلّيت مع المصلّين.
وها هم كلهم وافوا لوداعك بوحشةٍ وقهرٍ والتياع.
كم استرسلتِ فوق حوض المعموديّة في مهرجان طفل! وفوق نعش وهَفهَفَت طرحة عرس! وتباهت قَيمَة الجرن والمخل بزنود البطولة، ولوّحت الأيدي بمناديل الوداع! وتلاقى عندك محبّون!.
لم نكن نجرؤ على تسلّق جذعك المُهاب، فكنت تمدّين لنا أغصانك بحنان، لنصل اليه.
لكم احترق عندك قلب، وصلّى قدّيس، وتعالت هيصة وتنامى هتاف، واشتدّت مماحكة ، وانت كرسي الإعتراف حاضنة كلَّ الأسرار.
لكم ترنّحت لدقّات الجرس وللبخور النافح من حقاق المباخر، وللترانيم المرجَّعة من هياكل العبادة وأصداء القلوب الضارعة، وأنين الأرواح الموجعة وأحمال النسيم!
هل مللتِ المجد والجبروت فجفوتِهما وجفوتِنا تترعين الى غير فضاء!؟وهل أضناكِ وعر الطريق فوق هذا التراب؟ هل نبذت جيلنا، جيل الخنافس وحليب البودرة والخنوع؟ بعدما عايشت جيل العباقرة، أهل الوجوه السمر الملوّحة بالتعب الهانئ بوهج الحكمة والمحبة والبهاء؟!
علّمتنا الصبر على مقارعة الأيام، علّمتنا الإيمان والبطولة، الثبات والكرامة، والتشبّث بثقة النفس، علّمتنا الحنان والإرتقاء والعنفوان والتطلّع دوماً الى فوق...
ما تترّلتِ مرّة عن علوّك أيتها الساخرة بالأعاصير. فكلّما هزّتك زعازعها زدتِ رسوخاً وكلّما تمايلتِ معها، علّمتِنا الملاينة والمحاسنة والصمود.
وكلما أعمل بكِ الفأسُ تقتيلاً زدت انبثاقاً وسخااء بالفيءِ، بالنداوة ، بالثمار بالإخضلال، تُملين الدروس والعبر، فما هي القلوب والنفوس تملّع ذاتها على غربتك الجافية، فلا خلجة ولا بهجة ولا مطلّ.
كنتِ تباهينَ شير ( العاصي )، وقبّةَ الجرس التي تغار من اعتزازك، فها هما ينوحان عليك بهلع، إنّ فلذةً من العظمة ضاعت منهما الى الأبد.
بعدك أين تحطُّ النسور، وبأيّ جلال تمسّح مراوحها الأجنحة؟ وعلى أيّة رحاب تبسط رحابها السماء؟!
يا حاضنة الجدود العتاق! لو عاد الى الأرضِ ( موسى ) لكلّم الله، لا من على ( طورسينا ) بل من على أفنانك، واستظّلك بفخار.
من نُودِعُ بعدك كل الخفقة والحشاشة والأهزوجة والتأوُّه والحنين؟!
سنديانة ( السيدة )، اسم الله على شبابها، ما زالت تمعن بالإرتقاء زراعةً هامتها في الأقاصي. هل أَعرتها شبابك لتقحم الآفاق مطمئنة باصرار الى البقاء؟!
ويا حاضنة التاريخ! نحن هنا مع الضوء واللون والعبير، مع الفروخ النابتة منك، في أعمارنا من جديد، نحملك في اخضرار قلبنا النابض مع الأمل الغضّ، الى آخر العمر.

من مخطوطة دفاتر الربيع

نبذة عن حياة د. عصام حدّاد

ـ مواليد بلدة "عين كفاع" قضاء جبيل.
ـ حمل دكتورة دولة في الآداب من السوربون، وإجازة في الفلسفة والتاريخ من الجامعة اللبنانية ومصنّف فيها كأستاذ درجة أولى.
ـ شاعر وأديب وباحث ومربٍّ. كتب الشعر وهو في الثالثة عشر من عمره، وكان يجيد لغات عدّة منها: الفرنسية والانكليزية والسريانية والعربية التي درسها على يد نسيبه رائد الروّاد ومعلم الأئمة الخوري يوسف الحدّاد.
ـ كتب في العامية والفصحى: الشعر والنثر والقصّة والدراسات والمقالة والنقد. وتتنوّع أغراض أدبه بين القومية والوطنية والغزل والمواضيع الانسانية والأدبية والاجتماعية وقضايا الأمة في الوطن والاغتراب.
ـ غنّت الإذاعات المحلية والأجنبية الكثير من شعره الغزلي والثوري والوطني.
ـ عضو في اتحاد الكتّاب اللبنانيين واتحاد الكتّاب العرب.
ـ شارك في مهرجانات شعرية، محلية وعالمية، منها مهرجان المربد في العراق. كما ألقى عام 1991 إحدى قصائده الوطنية في "الدارلينغ هاربر" أحد أشهر الأماكن السياحية في أستراليا، أمام الآلاف من اللبنانيين، بدعوة من فرقة أرز لبنان الفلكلورية.
ـ شارك في تأسيس وترؤس العديد من المؤسسات الثقافية منها: المجلس الثقافي في بلاد جبيل، نادي العلمين، منبر الأبجدية الثقافي، جمعية الأبجدية، معهد الأبجدية، مجلة بيبلوس، دار عصام حداد للتأليف والنشر، وأخيراً جائزة شربل بعيني التي ما زالت توزّع عبر العالم ولها موقع إلكتروني خاص بها تتصدره صورته وتهنئة منه للفائزين بها.
ـ له مشاركات ثقافية عديدة في مختلف وسائل الإعلام، وإسهامات لا تحصى في أمسيات شعرية ومباريات ومؤتمرات وندوات ومحاضرات.
ـ لقبّه العلامة الشيخ عبدالله العلايلي بـ "أمير الصناعتين"، وأطلق عليه الشاعر بولس سلامه لقب "شاعر الحب والجمال"، كما منحه الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير رقيماً رطريركياً عام 1962.
ـ كتب عنه الكبار من أهل الفكر والعلم، فحبّرت أقلامهم صفحات الصحف والمجلات في لبنان والوطن العربي والعالم أجمع. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: مي المر، نور سلمان، فاضل سعيد عقل، عبدالله القبرصي، فوزي عطوي، المطران يوسف ضرغام، غالب غانم، ميشال كعدي،  يعقوب افرام منصور، جورج غريّب، شربل بعيني، نسيب نمر، طوني شمعون، منير وهيبه الخازن، فوزي سابا، جوزيف الحايك، جوزاف الهاشم، سليم باسيلا، الشيخ حسن عوّاد، والعديد العديد من أصحاب الكلمة النيّرة. 
مؤلفاته: 

ـ مؤلفاته عديدة صدر منها حتى الآن:
1ـ من جراحي
2ـ جداول الفيروز
3ـ صراخ في الضباب
4ـ أناشيد الروح
5ـ مهد الآلهة
6ـ أرض الفداء
7ـ أعياد الجمال
8ـ مناجم وأهراء
9ـ مرايا السماء
10ـ معالم النهضة الأدبية
11ـ حنظة المختارين
12ـ خواطر في الوطنية: جمار الخطايا
13ـ عصام حدّاد على ريشة أهل الكلمة، الجزء الأول.
14ـ عصام حدّاد على ريشة أهل الكلمة، الجزء الثاني.
ـ له مخطوطات ودراسات وأبحاث عدة في الشعر والنقد الأدبي والسياسي والاجتماعي. أما في الرواية والأقصوصة فله: موتى بلا قبور، ريشات قنفذ، وشراع في الرياح.
ـ ترجمت الأديبة مي بركات بعض أشعاره الى الفرنسية، كما ترجم الأديب العراقي يعقوب افرام منصور كتابيه مرايا السماء ومهد الآلهة إلى الانكليزية.
جوائزه:

ـ حاز على جوائز محلية وعالمية منها:
1ـ جائزة الشعر عام 1961، بين 270 متباريا من لبنان والخارج.
2ـ جائزة الشعر عام 1976، في معهد الرسل جونية.
3ـ جائزة الشعر، الصمود اللبناني، عام 1979.
4ـ جائزة الأقصوصة عام 1981
5ـ جائزة جان سالمه
6ـ جائزة جبران العالمية، من رابطة إحياء التراث العربي، أستراليا 1991
7ـ جائزة الانتشار اللبناني 2002 من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، أوهايو، الولايات المتحدة الأميركية.
ـ شهادة تقدير من التجمّع الوطني للحفاظ على الفلطلور والتراث.
ـ شهادة تقدير من الجمعية اللبنانية لتكريم أب الكلمة.
تكريمه:

ـ كرمته رابطة إحياء التراث العربي والدولة الأستراليا عام 1991
ـ كرّمه المجلس الثقافي في بلاد جبيل 2011.
شذرات قليلة مما قيل فيه:

ـ جورج غريّب: الضيعة، أنت المعمّدها، أنت المُمَيْرَنَها، هي مدينة فاضلة.
ـ انصاف الأعور: يصوغ جواهر الحب.
ـ الشاعر القروي: كتابك النفيس آية على أنك سيد الحرف صورة ومعنى.
ـ جوزيف الهاشم: رائعة هي صلاتك حبّذا تتحوّل نشيداً.
ـ شربل بعيني: مفردات الدكتور عصام حدّاد معلّقة بالأعالي كالنجوم، لا يقطفها إلاّ من اعتلى بساط الريح، أو امتطى صهوة جواد عربيّ أصيل، فهي تتسامى كلغته الشعريّة، وتتعالى في أجواء كوثريّة خاصّة، لا يصلها إلاّ القلائل.
ـ وداد الأيّوبي: مفكّر تتجاذبه رهافة الشاعر ورصانة الواعي المدرك لأسرار الحياة.
ـ الشيخ حسن عوّاد: إذا كانت جبيل مصدّرة الأبجدية الى العالم فهي صانعة مجد الكلمة بعد الله، ولا أشك أن د. عصام حدّاد فارس من فرسان الكلمة بل أمير من أمرائها.
ـ ادمون رزق: صديقي د. عصام حداد فارس الأخلاق والمكرمات، وعاشف الكلمة، الشغوف بالجمال أعياد، جار "مهد الآلهة"، المتطلّع بعنفوان وإيمان في "مرايا السماء"، المالىء "الأهراء" قمحاً ذهبياً. هذا "الجريح" النازف محبّة، السخيّ عطاء وتضحيات، الدافق أدباً.
ـ أنطوان خويري: لو شئت أن أنقل ما في كتبك من روائع، لنقلتها كلها صفحة صفحة، سطراً سطراً وكلمة كلمة.
ـ سليم باسيلا: ان ملكك على الكلمة يدوم ما دام للأفلاك دوران، وللشمس مشرق ومغرب.

 مقتطفات من أدبه:

كذبة
أُحِبُّكَ؟ مَنْ قالَ؟ لا تَسْكُرِ
بِوَهْمِكَ، بالحُبِّ، لا تَكْفُرِ
حُلاكَ وَشَعْرُكَ، ما تَقْتَنِي
وَحُبُّكَ أَوْهَنُ مِنْ مِئْزَرِي
لِغَيْرِكَ هذا الحَلا، لِصَدٍ
بِغَيْرِ شِفاهِيَ لَمْ يُعْصَرِ
لِمَنْ يَسْتَقِي مِنْ هَوايَ الرُّؤَى
لِمَنْ لا يَقُولُ لِغَيْرِي: أْمُري
لِمَنْ لا يُحِبُّ سِوَى الْمَجْدِ مَنْ
بِغَيْرِ جِرَاحِيَ، لَمْ يُصْهَرِ
تُعَيِّرُنِي أَنَّنِي.. لُعْبَةٌ
وَلكِنْ لِكُلِّ هَوَىً عَبْقَرِي
تُعَيِّرُنِي أَنَّنِي.. لُعْبَةٌ
بِغَيْرِكَ، وَالْحُبِّ، لَمْ أَكْفُرِ
**
أنا أقاتل
هُمْ بِالسُّيُوفِ يُقاتِلُونَ
وَبِالْيَراعِ، أَنا أُقَاتِلْ
إِنْ غَمَّسُوها بالدِّماءِ
غَمَسْتُ فِي جُرْحِي الأَنامِلْ
دَمِيَتْ مِنَ الزَّحْفِ الْجِبَاهُ
وَلّوَّنُوها بالْمَهازِلْ
نَصُلَتْ مِنَ الْقَتْلِ الْوُجُوهُ
جَفَافَ أَضْلاعِ الْجَنادِلْ
وَتَمَوَّهَتْ سِحَنُ الْقُلُوبِ
فلا تُصَاغُ لها الرَّسائِلْ
سَأَبُثُّ مِنْ وَجَعِي الْهَناءَ
سَأَزْرَعُ الدُّنْيا خَمائِلْ
فَلَعَلَّ إِنْ مَرَّتْ عَلى
أَرْضِي جِراحاتٌ تُسَائِلْ
نَتَّفْتُ في فَمِها دَمي
أَطْعَمْتُ مِنْ كَبِدي السّنابِلْ
**
وعيتِ
وَعِيتِ؟ وَحَقِّ الْهَوى، لَمْ تَعِي
بِرَبِّكِ روحي ولا تَرْجِعِي
حَسِبْتُكِ، مِنْ عِزَّتِي، قِمَّةً
بِغَيْرِ الزَّواهِرِ لَمْ تُزْرَعِي
وَوَهْجَ الدِّنانِ عَلَى شَفَتِي
وَوَحْياً عَلى قَلَمي الْمُبْدِعِ
وَهَدْياً لِرُوحي وَرُؤْيا الْجَمالِ
تَرُفُّ وَتَغْفُو عَلى مَضْجَعِي
فَكُنْتِ الْفَراغَ عَلَى أَيِّ أُفْقٍ
تَطُوفينَ بِالْجَسَدِ الْمُتْرِعِ
تُعِلِّينَ مِنِّي بَقايا الشَّبابِ
وَأَحْمِلُ لِلْحُبِّ نَعْشِي مَعِي
بِرَبِّكِ رُوحي وَلا تَرْجِعِي
شَرِبْتِ دِمايَ وَلَمْ تَشْبَعِي
تَصَوَّرْتِ أَنِّيَ هِنْتُ، أَنا
لِغَيْرِ إِلَهِيَ لَمْ أَرْكَعِ
**
أنا أهوى
أَنا أَهْوَى كُلَّ ثائِرْ
لا يُخَاتِلْ..
في سَبيلِ الْحَقِّ وَالْمَجْدِ يُقاتِلْ
أَنا أَهْوَى النَّارَ والإعْصَارَ والشَّوْكَ الْمُناضِلْ
أنَا أَهْوَى السُّوطَ وَالرُّعْبَ بِأَسْنانِ الْخَناجِرْ
أنا أَهْوَى الْبَحْرَ غَضْبانَ وَأَهْوَى السَّيْلَ هادِرْ
أنا أَهْوَى الْجُرْحَ في صُدْغِ الْمُقاتِلْ
شَارَةَ الْمَجْدِ لِهُدْيِ الْحَقِّ وَالْحُبِّ مَشاعِلْ
يَقْضِمُ الْحِقْدَ بِأَنْيابِ السَّلاسِلْ
أَنا أَهْوَى.. أَنا أَهْوَى كُلَّ ثائِرْ
**
إلى المغتربين
حامِلْ مَعِي منِ الأَرْز بِحْروفي عَبيرْ
مْلَفْلَف بِرَهْجِةْ صُبحْ.. عَجْقِةْ مِهْرَجانْ
إِنْتُو لِهَالأَرْزاتْ أَكْتَرْ مِنْ سَفِيرْ
وْأَحْلَى أَغاني لِلْمَعاني وِالْبَيانْ
حْمِلْتُو الْوَطَن بِالْقَلْب أَنْقَى مْنِ الضَّمِيرْ
وْأَكْبَرْ مِنِ جْبالُو.. جْبالْ الْعُنْفُوانْ
لُبْنانْ ما بِيمُوتْ.. بِـ شَعْبُو كْبِيرْ
زَارِعْ مَجْد عَ شْطُوطْ ناسِيها الزَّمانْ

تْرَبَّى الْمَجْد بِبْلادْنا فَوْق الصّْخُورْ
نِحْنا الْحَقِيقَه بْهَالدِّنِي وْباب الْخُلُودْ
غَيْر التَّمَرُّدْ عَ الْجَهالِه وعَ الشُّرُورْ
ما تْمَوَّنُو الأَرْزاتْ مِنْ دَمِّ الْجُدُودْ
لُبْنان لِلتَّارِيخْ عَمَّرْلُو قْصُورْ
وِالضَّو مُشْ مَفْرُوض يِشْهَدْلُو شْهُودْ
حامِلْ نُسُور مْنِ الدِّني وْزّارِع نُسُورْ
ما لُو بِدايِه وْلا نِهَايِه وْلا حُدُودْ
**

إلى روح أخي الدكتور عصام حداد/ شربل بعيني


حاكيتني.. وكان الحكي كلمات
عدّيتهن.. ما بيطلعو سبعه
قلت: أوعا تخاف.. بو الهمات
وعكه بسيطه.. بيلبطا بْسرعه
نيّمتني ع فرشة منامات
بُكرا بْشوفَك.. والوقت وَلْعه
ولمن فقت قالوا عصامك مات
وما عدت أعرف إكمش الدمعه
**
قبالي الدني.. ومش شايف قبالي
موتك قتل فيّي الدني كلاّ
يا الـ كنت مجدي وكل رسمالي
يا مدبح الـ فوقو الشعر صلّى
مسمرت عين كفاع بِخيالي
لِمْ شفت بدر جبيل متدلّى
شو عملت فيي.. قول يا غالي
تا تركتني بالدمع إتسلّى
مدري أنا يئسان من حالي
مدري أنا زعلان من أللـه
**
ببغداد.. مين الـ شلحك بدربي
تا تصير غنيّة فرح بغداد
شفتَك ملك.. ومتوّج بشيبه
قلت: الجبل حامل تلج وبلاد
كيف الوطن.. عم إسأل.. وشعبي
جاوبتني بكلمات كانوا جداد:
لبنان.. حتّى بحالتو الصعبه
بيعطي الدني من بَيْدرو أمجاد
ما بتركو.. ما بربّح الغربه
خسارة بْلادي.. يهاجروا الأولاد
ومن يومتا.. خبّيتَك بقلبي
وبعدك بـ قلبي يا إبن حدّاد
**
شربل حزين كتير ع غيابك
ختيرت.. صعبه إحمل مصابَك
سلوى وسمير بيشهدوا عليي
وسامي وطوني وكل أصحابك
بحلف بـ أللـه.. الزارعك فيي
محبّه ووفا.. وكلمات بكتابك
بحلف بـ هالأرزه السماويه
الـ لُونتها بِـ زهرة شبابك
راجع على لبنان.. صيفيّه
قوم عجّل فتّح بوابك
 إنت هيك طلبت يا خيي
راجع تا بُوس جْبينك العالي
مش حق إرجع بوّس ترابك

إلى الحبيب عصام حدَّاد/ د. جميل الدويهي


يـــــــــــا كبيرنا، يـا فارس الكلمه                     كيف القمَر بيودِّع الرسمِــــــــــه؟
كيف الشمس بتصير شمس غياب                     وفــــــــــوق السهل بتخيِّم العتمِه؟
كنــــــــــوزَك بيوت معلَّقه بكتاب                      ومِفتاح بيتَك رقِّـــــــــــــة النسمِه
مين قال قبرك مـن  حجر وتراب؟                     قبرَك يـا شاعر فـــوق عالنجمِه...

لا تحزني يــــــا جنينِة الإبـــــداع                     الشاعر ما سافَر، والحكي ما مات
جسمو انتقل من خيمة الأوجــــاع                     وبتضلّ روحــــــو الحبر للكلمات
هوِّي الغَني، والكون مـــــــا بيساع                    كنوز الدهــــب، وأْساوِر النغمات
وتا تكبَري أكتر يــــــا عين كفاع                      بتمثال تالت زيّني الساحـــــات...

يــــــــــا طيِّب، وقلبَك عطر نيسان                    مـــــا كنت عارف هيك رح تمشي
بالمدرسة عــــــــــم تبْرد الحيطان                     وناطر أنــــــا والريح، والدغشي...
ما عـــــــــاد يحرز نشرب الفنجان                    اسودّ الوقت، وعمارنـــــا كمشِه...
وبالرغم إنُّو الموت ظــــــــالم كان                    بتضلّ صُــــــــوره معلَّقه برمْشي.

رافض أنــــــــــا إنُّو الحنين يموت                    وتصـــــــــــــــير إنت بعالم التاني
لولا البعد مَحَّى شجــــــــر وبيوت                    إنتَ ولا مَــــــــــــــرَّه فيك تنساني
مشِّي معي تـــــا نروح عا بيروت                     وطُـــــــول الطريق نْرندِح غْناني
يللي كلامك صـــــار حبل سكوت                     سكوتَك عَ طـــــــول العمر بكَّاني.

رح ودّعَك، لكن مــــــــا فيها سنين                   ترميك خلف بـــــــــــــلاد منسيِّه...
والريح مــــــــــا بتهزُم جبل صنِّين                   ولا بتجرَح النغمِـــــــه السماويِّه...
اكتبلي شي كلمِه بين حِـــين وحين                    ابْعتلي رسالِه بجانـــــــــح الفَيِّي...
تذكَّر جميل وشربل، وكـــــل مين                    حَبَّك يا شاعر مــــــــن جبل لبنان
  وإسمَك عَ تمُّو صــــــــــــار غنِّيِّه.

الى روح الشاعر الدكتور عصام حداد/ عصام ملكي

سافر على الجنه عصام حداد
 كانت حياتو كلها استشهاد
انجينا تا نحكي بمنطق العلمي
ولادو حروف بيسمعو الكلمه
غيرن ما عندو بالدني اولاد

قدّيش قلبو من الخلايق ساع
صرلو زمن بالآخ والاوجاع
يا (جبيل) شو بقدر الك احكي
وكيف بدها ضيعتو تبكي
ما ضل فيها دمع (عين كفاع)

عصام اصحابو الو احباب
بدمة حياتو كل شخص كتاب
"لسلوى" "ولسامي" "ولسمير" بقول
وعن كلمتي طول الوقت مسؤول
عصام عا عصام قلبو داب

الجنه قالتلو فتحت قلبي فوت
وانظم شعر تا نطَعّمو بلاهوت
عصام عدّيتو صديق وخي
بقلوب كل العارفينو حي
البيكون متلو مستحيل يموت

سميي عصام وصاحبي من زمان
راح وتركنا ودمعنا طوفان
ودمع الاهالي تقمص البنـّي
بقدّم تعازي لعيلتو منـّي
ولقرايبنو وللوطن لبنان

تعليق الدكتور عدنان الظاهر على البرنامج التلفزيوني: عصام حداد.. كبيرنا الذي رحل

أحسنتم أحسنتم أخي الأستاذ شربل بعيني
تأثّرتُ كثيراً وعميقاً بما شاهدتُ
 وبكيتُ مع من بكى
ومن بكت
وانفعلتُ بقصيدة رثائك للراحل الدكتور عصام حدّاد .
لفتت نظري أناقة المرحوم وروعة ما كان يرتدي
ثم كثرة محبيه وأصدقائه ومعارفه
وللأسف ما كنتُ أعرف هذا الرجل الفذ
وهل كان يلعب أدواراً في عالم السياسة في لبنان
وما هي أبجديته وهل لها علاقة بأصل اللغة العربية؟
لقد تأثّرتُ فعلاً رغم أني لا أعرف الفقيد
لكنه الجو الطقوسي الحزين أخذني بقوة معه
والشخوص الطيّبة اللواتي والذين تكلموا ورثوا الفقيد
خاصة السيد الذي كان يتكلم باكياً والسيّدة الأخت هند جبران.
كنتَ أنتَ عزيزي شربل قائد الحفل وسيّد المناسبة والحزن
وكان صوتك فيما قرأتَ من شعر الرثاء بحق الفقيد صوتاً عميقاً مؤثّراً صادقاً في حزنه ووفائه
بل وسمعت منك نبرة وعَبَرة كادت أنْ تخنق صوتك .
فخورون بك عزيزي شربل أيها اللبناني العربي الغيور والمتميّز دوماً.
الرحمة للفقيد والصبر لذويه وأصدقائه والبقاء الخالد لذكراه وطيبة قلبه.
د. عدنان الظاهر
ألمانيا