أوجدنا هذا المتحف عربون وفاء وتقدير للدكتور عصام حداد الذي أهدى الأدب المهجري جائزة أدبية تحمل اسم: شربل بعيني

أيكة عصام حدّاد: سنديانة وقلعة

شربل بعيني

الأيكة، كلمة تعني الشجر الكثير الملتفّ. وعندما نقول: يأيك الشجر، فهذا يعني أنه كثر والتفّ.
والدكتور عصام حدّاد عنده في عين كفاع، مسقط رأسه، أيكة ولا أجمل.. غنّاها في كتبه الكثيرة، وحوّلها إلى قاعة طبيعيّة للمحاضرات، حاضر بها كبار الأدباء اللبنانيين والعرب. والجدير بالذكر أن مقاعدها وطاولاتها كلها من الصخور المقطوفة من جبالنا، والمزروعة في أرجاء الأيكة.
وعندما يبرد الطقس، وينتقل الحدادون الأربعة: عصام وسامي وسمير والوحيدة سلوى إلى مدينة جبيل، يحوّلون قلعتها الأثرية الشامخة أيكةً حجرية، يستقبلون بها زوّارهم.. وها هو الدكتور عصام وأخوه سامي يجلسون وزوجتي الحبيبة ليلى على صخرة، أشبه ما تكون بصخور تلك الأيكة السنديانية الساحرة.
وكما اعتادت الأيكة الجبلية على أصوات الأدباء والشعراء العباقرة، التي تدعو للمحبة والتسامح، هكذا اعتادت القلعة ـ أيكة عصام الساحلية ـ على أصوات الخوارنة في الكنائس، والمؤذنين في الجوامع، التي تدعو أيضاً للمحبة والتسامح. وصدقوني إذا قلت ان المكان الوحيد الذي وجدت فيه الكنائس والجوامع متعانقة، أي الحائط على الحائط، كان في مدينة الأبجدية جبيل.
الآن، تتعبني الذكريات، ويقض مضجعي الندم المتسائل في حيرة: لماذا لـم أزرع صوتي في أيكة من
أيكات عصام حداد الكثيرة؟!!.. هذه هي خسارتي الكبرى، وهذه هي الغصّة التي تعصر فؤادي كلما راجعت ذكرياتي، وتطلعت بصوري، وتصفّحت كتبي..
ما هم.. طالما أن ابتسامة صديقي الحبيب عصام حداد ترافقني في غربتي.. إنها أوسع من الغربة.