أوجدنا هذا المتحف عربون وفاء وتقدير للدكتور عصام حداد الذي أهدى الأدب المهجري جائزة أدبية تحمل اسم: شربل بعيني

كنيسة مار سمعان العمودي

شربل بعيني
جبيل ـ بيبلوس، المدينة الأولى المميّزة في الكون، على اسمها سميت التوراة (بايبل )، وتحت ترابها المقدّس دفنت الآثار، وشرّش التاريخ.. وعلى مقربة من معهد أبجديتها ـ الفرع الجديد، تقوم كنيسة أثرية صغيرة، أطلقوا عليها اسم (كنيسة مار سمعان العمودي) نسبة للعمود الضخم القائم في وسطها، والآخذ ربع مساحتها.. وصدّقوني أن لا أحد يدري لماذا وضع هذا العمود الضخم بالداخل، ألِدعم بناء الكنيسة، أم لتزيينها به، أم تيمناً باسم شفيعها (العمودي)؟!
شكل الكنيسة يدل على أن للمهندسين الرومان أصابع في بنائها.. وخاصة وجود العمود الروماني في داخلها.. ولكن مدخلها ونمط قناطرها الشرقية يدلان على أنها بنيت بأيدي مهندسين لبنانيين، وقد جيء بالعمود من قلعة جبيل لدعم البناء ليس إلاّ.
لصوص الآثار دخلوا إليها، زعزعوا بنيانها، بعد أن حفروا حول عمودها حفرة عميقة بغية التفتيش عن الذهب والآثار، ولكنهم لـم يجدوا شيئاً، بل تركوا لنا وساخة ما فعلوا، وتشويهاً ظاهراً في حيطان الكنيسة الأثرية.
طلاّب معهد الأبجدية يولون الكنيسة اهتمامهم، ويمنحونها حبّهم وإيمانهم.. فلقد شجّروا ساحتها الصخرية، ونظفوها من الأوساخ، ولسان حالهم يردد: الجار للجار.. ومار سمعان العمودي جارنا، ونحن أحقّ به.
الأستاذ سامي حداد زرع أيضاً بيوت نحلاته في أرض الكنيسة الواسعة، حرصاً منه على البيئة، التي بدأت تندثر في لبنان.. فالنحل والعصافير والفراشات والأشجار من أهم مقومات البيئة النظيفة.. وهذا ما يعمل له طلاب وأساتذة معهد الأبجدية في جبيل بإشراف ورعاية مديره الدكتور عصام حداد.
شيء واحد أضحكنا جداً، وهو كتاب إعرف لبنان لصاحبه عفيف مرهج.. فعندما تصفّحناه لنعرف شيئاً عن الكنيسة، فوجدناه لـم يأت على ذكرها بتاتاً.. بل ذكر كنيسة مار يعقوب التي تحتوي عموداً في داخلها..

وقال: ( ومن المحتمل ان بعض كنائس جبيل راقية الى زمن ملوك الروم كمار يعقوب وفيها عمود يظن انه كان صومعة لبعض النسّاك).. ومن يدري فقد تكون كنيسة مار يعقوب هي كنيسة مار سمعان نفسها.. وقد لخبط (المرهج) في الأسماء والكنائس.. لنترك (إعرف لبنان) جانباً ولنأخذ بمعلومات الاستاذ سامي حداد فهي الأصح.