أوجدنا هذا المتحف عربون وفاء وتقدير للدكتور عصام حداد الذي أهدى الأدب المهجري جائزة أدبية تحمل اسم: شربل بعيني

الحدادون الأربعة...

شربل بعيني
عندما تتكلّم عن الدكتور عصام حدّاد وأخويه سامي وسمير واخته الوحيدة سلوى، يعرف الجميع أنك تتكلّم عن الكرم اللبناني الأصيل النادر، المعتّق في إحدى خوابي عين كفاع الغارقة في القدم..
****
ومجنون من يفكّر بأن هناك من يضاهيهم بحبّهم، بإخلاصهم، باندفاعهم وبعطائهم اللامحدود.. إنهم أفضل أربع نحلات في قفير وطننا لبنان.
سعادتهم تكمن في سعادتك، وراحتهم لا تكتمل إلا إذا اكتملت راحتك.. إنهم يسيرون عكس التيّار المادي الكاسح الماسح0، يفركون أنفه وأذنيه ويضحكون.. وإنك لتتعجّب من جرأتهم وتلقائيتهم.. وحماسهم للبنان.
****
يحبّون النكتة، ويتفنون بإلقائها وبفبركتها، وبالاستمتاع بها.. وإليكم بعضها:
طلب أحدهم من الدكتور عصام حداد أن يساعده بالتفتيش عن شقة تقع على شفير أحد الوديان.. فأخذه الدكتور إلى منطقة (مستيتا)، حيث الوادي الأخضر المضمخ بلؤلؤ نهر الفيدار، فأعجب بالمنظر كثيراً.. ولكنه اكتشف ان المنطقة لا تصلها مياه الشفة، فغيّر رأيه وطلب من عصام أن يأخذه إلى وادٍ آخر.. فما كان من عصام إلاّ أن التفت إليه وقال:
ـ ضروري تحطّ مصرياتك ع الوادي.. ما لبنان كلّو وديان.. وين ما بدّك وقاف وتفرّج ببلاش.
****
ومن النكات التي يخبرها الحدادون لأصدقائهم واحدة حصلت في سيدني يوم زارنا الدكتور عصام لاستلام جائزة جبران العالمية، وفي حفل توزيع الجائزة قال رئيس رابطة إحياء التراث العربي الاستاذ كامل المر: إني أرحّب بكم فرداً فرداً.. فما كان من صديقه الشاعر شربل بعيني إلا أن قال:
ـ شو يا إستاذ كامل.. الظاهر ما شفت إنّو في نسوان بالحفلة حتى تقول: إني أرحب بكم فرداً فرداً..
ـ وشو بدك ياني قول؟!
ـ لازم تقول: إني أرحب بكم فرداً وفردةً.
فضحك الاستاذ كامل المر، وحمل الدكتور عصام حداد النكتة إلى الأثير اللبناني لتصبح نكتة الموسم.
****
ومنذ عدة أسابيع كنّا في ضيافة الدكتور عصام حداد، فأولـم على شرفنا وليمة حضرها رئيس تحرير مجلة (الامن) اللواء الشاعر محمد ياسر الايوبي. ومن جملة المأكولات التي أعدتّها الغالية سلوى حداد (حبشة) محشية بالأرز، تبدّل على تقطيعها جميع المدعوّين نظراً لحجمها الكبير.
وفجأة دخل أحد اصدقاء عصام وطلب التحدّث معه، فما كان من الدكتور إلا أن دعاه لتناول الطعام معنا.. ولمّا لـم يقبل وهمّ بالانصراف، لحقه الدكتور عصام وصوته يسبقه: سلملي ع بيك.. سلّملي ع إمك..سلملي ع جدك.. ع ستك.. ع عمك.. أللـه معك.
وعندما رجع إلى الطاولة قلت له بصوت عالٍ:
ـ شو باك يا عصام.. هيئتك صرت بخيل كتير!!
ـ ليش شو عملت؟
ـ بدل ما تحمّل صديقك كل هالسلامات لأمو ولبيّو.. كان الافضل تحمّلو فخدين من هالحبشة تا يتعشّوا عليهن.
****
لقاء الدكتور عصام حداد صعب، ووداعه أصعب.. والويل ثـم الويل لمن يتعرّف على كامل العائلة (الحدادية): عصام وسمير وسامي وسلوى.. فلسوف يسرقون قلبه وعقله.. ودمعته.. ويتركونه ضائعاً.. حائراً، لا يطيب له عيش إلا بالقرب منهم.
****